
سكان مدينة “Saint-Ouen” يعقدون صفقة مع تجار المخدرات تنص على السماح للتجار بمزاولة انشطتهم مقابل الالتزام بعدم إزعاج السكان
شمس نيوز – عقد سكان بمنطقة (Saint-Ouen) صفقة غريبة مع تجار المخدرات المنتشرين في المنطقة، و ينص هذا الميثاق الغريب على عدم تدخل السكان في أنشطة تجار المخدرات، في المقابل يلتزم التجار بالعمل بهدوء تام، و عدم التسبب في الفوضى في المنطقة، والواضح أن هذا الاتفاق حقق الأهداف المرجوة منه، حيث أن تجار المخدرات المنتشرين في المنطقة أصبحوا أقل إزعاجا و يحاولون تمرير صفقاتهم المشبوهة بهدوء تام.
هذه المنطقة معروفة بتجارة المخدرات طيلة الثلاثين سنة الماضية، ويهدف ساكنة المنطقة إلى إقناع التجار بتوفير الهدوء بعد العاشرة ليلا حتى يتمكن السكان المحليون من النوم بهدوء.
بعد ظهر يوم الأحد، تم تنظيم وجبة خفيفة من طرف هذه مجموعة من السكان التي تضم 43 شخصا، والهدف من هذا الحفل الصغير هو الاجتماع لتقييم الإجراءات التي يجب اتخاذها، و السماح لتجار المخدرات بالعمل بدروب المنطقة كل يوم بين الساعة 11 صباحًا ومنتصف الليل، لكن ذلك يجب أن يتم بهدوء دون التسبب في فوضى أو شن معارك و حروب بين التجار في المنطقة، يقول أحد الساكنة المشاركين في هذا الاجتماع: “نحن لا نسعى إلى المواجهة، الفكرة هي فقط أن نقول للتجار أننا نعيش هنا ولا نريد أي إزعاج، قوموا بعملكم و دعونا ننعم بالهدوء”

سكان المنطقة يعترفون بأن المنطقة هي سوق كبير لتجارة المخدرات، لكن توافد الزبناء من مناطق بعيدة على المنطقة يتسبب أحيان في فوضى، حيث يصدر هؤلاء الكثير من الضوضاء، و يستمر ذلك أحيانا حتى وقت متأخر من الليل، ناهيك عن النفايات في كل مكان، ويلخص أحد السكان الواقع المرير الذي تعيش فيه الساكنة يقول : ” يتوافد عدد كبير من الغرباء على المنطقة لأنها تعتبر سوقا مهما لتجارة المخدرات، و يتسببون في فوضى كبيرة بشكل يومي”، و يضيف: “نحن لا نهتم بما يفعلونه، نحن فقط نريدهم أن يفعلوا ذلك بهدوء”.
لكل هذه الأسباب قرر عدد من الساكنة القيام بالمبادرة ومناقشة تجار المخدرات المستقرين في المنطقة من أجل الحرص على أن تتم تجارتهم بهدوء تام، كما يقوم بعض الساكنة بعمليات تنظيف يومية لشوارع هذه المدينة الصغيرة.
يقول “جولز” وهو أحد ساكنة المنطقة: “إنها طريقة للقول بأننا نعيش هناك، وأننا ندفع رسومنا وإيجارنا، لذا لدينا الحق في العيش بسلام”. يشتكي الساكنة على وجه الخصوص من الضجيج و الفوضى التي يتسبب فيها تجار المخدرات و زبنائهم، لكن بعد هذا الاتفاق أصبح الوضع في تحسن ملحوظ، يقول أحد الساكنة المنخرطين في هذه المبادرة: “لمدة أسبوعين، كانت الأمور تسير على ما يرام، وهناك مخاوف أقل، والشباب يقومون بتجارتهم، ونحن نتركهم يقومون بعملهم”، كما أن تجار المخدرات انخرطوا في هذا الاتفاق و بتنسيق مع الساكنة قاموا هم أنفسهم بوضع ملصقات على الجدران تدعو إلى مزيد من الهدوء و الاحترام لخصوصية الساكنة.