مدن ألمانية تطالب باستقبال المهاجرين من مخيم موريا الذي دمرته النيران

فبعد خمس سنوات من استقبال مئات الآلاف من اللاجئين، تطالب مدن ومناطق ألمانية برعاية المهاجرين بعد الحريق الذي دمر مخيم موريا في اليونان يوم الأربعاء. والذي وصفه وزير الخارجية هيكو ماس بأنه “كارثة إنسانية”، حيث احتل الحريق في المخيم الغير الصحي والمزدحم “الصفحات الأولى” لجميع عناوين الصحف الألمانية ليوم الخميس 10 سبتمبر.

وهذه الدعوات التي تأتي من اليسار والخضر وكذلك من بعض القادة المحافظين عادت، مرة أخرى، إلى إثارة نفس الجدل الذي أثير في البلاد عام 2015. وكما جمعت المظاهرات التي إندلعت في جميع أنحاء البلاد، ولا سيما في برلين، عدة آلاف من الناس مساء الأربعاء، رافعين لافتات مضمونها: “لدينا مكان!”. ويوجد حاليًا حوالي 1.8 مليون شخص في ألمانيا حصلوا أو تقدموا بطلب للحصول على وضع اللاجئ من جميع الجنسيات.

وعلى وجه الخصوص، قالت منطقة شمال الراين وستفاليا، وهي أكثر مناطق ألمانيا اكتظاظًا بالسكان، إنها مستعدة لرعاية ما يصل إلى ألف مهاجر تقطعت بهم السبل في موريا بجزيرة ليسفوس اليونانية. وقال زعيم المنطقة والخليفة المحتمل لأنجيلا ميركل في العام المقبل والذي يترشح لرئاسة حزبهم المحافظ في ديسمبر، أرمين لاشيت، : “نحتاج إلى شيئين: مساعدة فورية لموريا ومساعدة أوروبية مستدامة لرعاية الأطفال والأسر” . والحقيقة الملحوظة هي أن أرمين لاشيت هو أحد السياسيين القلائل الذين زاروا في أغسطس المخيم الذي وصفته عدة منظمات غير حكومية بأنه “عار على أوروبا بأكملها”.

وحذت ولايات أخرى مثل ساكسونيا السفلى وتورنغن نفس حذوها. ومع ذلك، فقد عارضتهم الحكومة الفيدرالية حتى الآن مع إعادة التأكيد على أنها تفضل تسوية أوروبية بشأن توزيع المهاجرين في القارة.

ومن جهته، فقد نبه رئيس الاتحاد الدولي للصليب الأحمر والهلال الأحمر فرانشيسكو روكا يوم الخميس في مؤتمر صحفي نظمته جمعية المراسلين المعتمدين لدى الأمم المتحدة إلى أن إجلاء آلاف المهاجرين من جزيرة ليسبوس “ضرورة إنسانية”. كما قدم الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر تقريرًا عن المخاطر التي تهدد المهاجرين واللاجئين بجائحة كوفيد -19. والمهاجرون “الآن في وضع مروع. السكان المحليون والمنظمات غير الحكومية والصليب الأحمر … الجميع يبذل قصارى جهده، لكن إلى متى؟” تساءل السيد روكا.

“الأماكن متوفرة لاستقبال اللاجئين”

وأصرت الرئيسة المشاركة لحزب الخضر الألماني، أنالينا بربوك، على أن “أماكن الاستقبال متوفرة، وهناك إستعداد تام للأقاليم والبلديات”. و منذ عدة أشهر، حث رؤساء البلديات حكومة أنجيلا ميركل على التحرك. حيث أن في مدن مثل برلين أو هامبورغ، ظهرت لافتات على النوافذ منذ الربيع مكتوب عليها: “يجب إخلاء موريا” أو “لا تترك أحدًا خلفك”.

وقام اتحاد من المنظمات غير الحكومية بتركيب 13000 كرسي أمام مبنى الرايخستاغ، الذي يضم مجلس النواب، يوم الاثنين للمطالبة بإجلاء المهاجرين من ليسبوس. وكما اجتمعت أكثر من 170 بلدية، من هامبورغ إلى كولونيا عبر ميونيخ، للمطالبة بدعم الأشخاص الذين يتم إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط.

وهذا قرار يتناقض مع القرار الذي أتخذ في خريف وشتاء عام 2015 عندما اضطرت العديد من المدن، بسبب نقص المساحة، إلى توطين اللاجئين في ثكنات وفي صالات ألعاب رياضية وفي حاويات مهجورة.

وبعد خمس سنوات، ادعى المسؤولون المحليون المنتخبون أن لديهم العديد من الأسرة الفارغة في منازل طالبي اللجوء. وأكد رئيس الشؤون الداخلية لمدينة برلين، أندرياس جيزل: “مدينتنا لديها القدرة من حيث الأفراد والتنظيم”. وكانت طريقة تعامل العاصمة الألمانية مع “الأزمة” من أكثر الطرق تقلبًا، مع اضطرار الناس إلى الانتظار في الخارج لعدة أيام للتسجيل. وقال رئيس بلدية برلين، مايكل مولر”من غير المفهوم بالنسبة لي أن الدولة الفيدرالية لا تسمح للبلديات المستعدة لتقديم مساعدة سريعة وموحدة “. وترغب البلدية في تقديم برنامج إستقبال أمام ممثلي الولايات الإقليمية في البوندسرات.

ولقد أثار، في البداية، وصول مئات الآلاف من اللاجئين في عام 2015 تدفقًا هائلاً من التضامن بين الألمان. ولكن الأمر انقلب بعد ذلك، لا سيما في ضوء الاعتداءات الجنسية التي وقعت في كولونيا في بداية عام 2016 والمنسوبة إلى مهاجرين من شمال إفريقيا، وأخبار الحوادث التي استخدمها اليمين المتطرف للتنديد بسياسة الاستقبال.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى