محافظ ” تشيلز” الفرنسية يمنح مهاجر وثائق الإقامة بفرنسا بعد إنقاذه لفتاة كانت تتعرض للاغتصاب

شمس نيوز – أعلن محافظ إقليم ” سيين إت مارن ” السيد ” تييري كوبرت ” أنه سيمنح وثائق الإقامة لمهاجر جزائري بدون أوراق، و ذلك بسبب قيامه بعمل بطولي، حيث تدخل لإنقاذ سيدة فرنسية كانت تتعرض للاغتصاب تحت التهديد بالسلاح، و تعود تفاصيل هاته القضية إلى يوم الاثنين الماضي حيث كان عبد الرحيم العيساوي يتجول رفقة طفلين من أبنائه على الطريق الجبلي لمنطقة ” تشيلز ” فإذا به يسمع نداء استغاثة من فتاة كانت تتعرض للاغتصاب ما جعله يتدخل لإنقاذها، و بالفعل هرب الجاني المزعوم و بقي عبد الرحيم برفقة الضحية حتى جاءت الشرطة.

تم القبض على المشتبه فيه بعد بضع ساعات من الحادث، وهو شاب يبلغ من العمر 22 سنة، و تمت إحالته على السجن الاحتياطي على دمة التحقيق في انتظار المحاكمة، بتهمة محاولة الاغتصاب تحت التهديد بالسلاح.

في بيان صحفي أعلنت المحافظة المحلية أن محافظ “سيين إت مارن” ، السيد “تييري كوبرت” قرر بشكل استثنائي منح مهاجر بدون وثائق تصريح الإقامة له ولعائلته الذين يعيشون بفرنسا بدون أوراق الإقامة، وبهذا سيستفيد من هذا التصريح، زوجته وأطفاله الأربعة الذين تتراوح أعمارهم ما بين شهرين وعام ونصف.

و يحكي عبد الرحيم أنه تلقى مكالمة هاتفيه من المحافظة يخبرونه فيها أنه سيحصل على وثائق الإقامة الخاصة به و بأبنائه في نفس اليوم الذي يصادف عيد ميلاده يقول : “تلقيت مكالمة هاتفية من المحافظة يوم الثلاثاء لإخباري بأن علي الحضور يوم الخميس لاستلام تصريح الإقامة إنه حلم وصادف أيضًا في عيد ميلادي!

و يبدو أن عبدالرحيم سعيد جدًا بهذا القرار، لكنه بقي متواضعا و لم يعتبر ما قام به عملا بطوليا يقول “ما قمت به كان من الممكن أن يفعله أي شخص،، لم أتوقع هذا الحادث و تدخلت بدون تفكير”
“من جهتها أعلنت الضحية وهي سيدة فرنسية تدعى “ماتيلد” أنها سعيدة جدا بقرار المحافظ و تقول بأن عبدالرحيم يستحق ذلك وتحكي أنه عندما أنقذ حياتها ، أخبرها بأنها هي من أنقذت حياته، و تضيف “ماتيلد” بأنه خلال جلسة الاستماع يوم الاثنين في مركز الشرطة ، أخبرها أنها مثل ابنته ، وعانق بعضهم بعضا البعض.

من جهته رحب “جان فرانسوا شالوت” وهو رئيس جمعية (DAL77) الموجودة في “ميلن” بهذا القرار و وَصف عبدالرحيم الذي كان يتطوع أحيانا في بعض الأنشطة الخاصة بهاته الجمعية، بأنه شخص لطيف و مفيد للغاية ، وهو مصمم أزياء ، وخلال الأزمة الصحية ، صنع حوالي 20 قناعًا من القماش للجمعية ولم يقبل أن يتسلم أي مبلغ في المقابل، ويُضيف رئيس الجمعية بأنه هو من أرسل طلبا للمحافظ يوم الاثنين من أجل تسوية الوضع.


المؤسف في قصة عبدالرحيم هو أنه لم يستطع حضور جنازة والدته التي توفيت بالجزائر خوفا من عدم العودة إلى فرنسا من جديد، و يقول :يؤسفني أنني لم أتمكن من الحصول على تصريح الإقامة قبل ذلك بقليل لرؤية والدتي للمرة الأخيرة في الجزائر، كانت تموت وسألتني إذا كان بإمكاني العودة لرؤيتها للمرة الأخيرة، لكنني لم أستطع ترك فرنسا مخافة عدم التمكن من العودة .

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى