قضاء عطلة الصيف “فلبلاد” أصبح حلما بعيد المنال و بعض أفراد الجالية يعيشون ظروف خاصة و ينتظرون بفارغ الصبر فتح الحدود

شمس نيوز – الآلاف من أفراد الجاليات المغاربية في أوروبا ينتظرون بفارغ الصبر فتح الحدود في بلدانهم الأصلية، و يبدو أن الجاليات التونسية لا تعيش وضعا معقدا كالذي تعيشه الجالية المغربية و الجزائرية، خاصة الجالية الجزائرية بعد أن أعلن الرئيس عبد المجيد تبون عن إغلاق حدود الجزائر إلى حين انتهاء الوباء، في حين تعيش الجالية المغربية على أمل تحسن الوضع الصحي في المغرب، و في جميع الأحوال من المنتظر في الأيام القليلة القادمة أن تفتح المملكة المغربية حدودها في وجه مواطنيها المقيمين بالخارج، لكن ذلك سيكون بشروط، و عموما فقد أعلن وزير الخارجية ناصر بوريطة أن الحدود ستفتح، لكنه ربط ذلك بتحسن الوضع الصحي مع فرض تدابير وقائية صارمة، منها الخضوع لاختبار الكشف عن فيروس كوفيد19 ، والخضوع للحجر الصحي بشكل إلزامي لمدة تسعة أيام.


في العادة تقوم الجاليات في صيف كل سنة بالالتحاق ببلدانهم الأصلية، لكن ذلك يبدو مستحيلا في هذا الصيف مما شكل صدمة لبعضهم خاصة أولئك الذي تركوا أبنائهم في المغرب أو الجزائر، و بعض أفراد الجالية لا يحلو لهم الصيف إلا في بلدانهم الأصلية، من بين هؤلاء “محمد” وهو شاب جزائري يعيش في فرنسا يقول: “هذه الرحلة السنوية مشروطة بإعادة فتح الحدود المغلقة أمام الأوروبيين بسبب أزمة كورونا، والوضع الصحي الحالي لا يضفي الكثير من التفاؤل” ويضيف: “بصرف النظر عن والديّ وأشقائي ، فإن أسرتي كلها في الجزائ، أجدادي في نهاية حياتهم، و حرماني من رؤيتهم بعد أربعة أشهر من الحجر الصحي أمر لا يحتمل “

وسيلة مع ابنتها

شابة أخرى اسمها “وسيلة” لم تقاوم دموعها خاصة أنها تركت في المغرب طفلتها الرضيعة التي لم يتجاوز عمرها 18 شهرا، و هي بعيدة عنها منذ مارس الماضي، تقول: “سأفعل كل التحليلات التي يريدونها حتى لو كانت أربعين تحليل، أيا كان ما يريدون فقط ليدعوني أصل إلى المغرب” هاته الشابة متزوجة من مواطن فرنسي و اعتادت زيارة المغرب كل شهرين منذ أن التحقت بفرنسا سنة 2016، و تضيف هناك رحلات قادمة من المغرب و لكن لا يمكن ترحيل الأطفال القاصرين لوحدهم، نحن مستعدون لدفع آلاف اليوروهات مقابل إعادة الطفلة برفقة مُضِيفة لكن ذلك يبدو مستحيلا”. “وسيلة” التي كانت في العادة لا تشاهد التلفاز، أصبحت تستيقظ على القنوات الإخبارية، و تراقب أدنى خطاب رسمي، و تطلع على الأخبار أيضا في المواقع الرسمية على الأنترنيت، و تطلب من عائلتها في المغرب مساعدتها لإيجاد حل لهاته المعضلة.

أحمد

في “بوردو” الفرنسية يعيش “أحمد” مواطن مغربي هو الأخر في حيرة من أمره، والده واحد من آلاف الفرنسيين الذين تقطعت بهم السبل في المغرب منذ إغلاق الحدود و يحتاج لرعاية طبية، و يأمل أحمد في الانضمام إلى والده في مكناس، لم يتغيب أحمد قط عن فصل الصيف في المغرب مع أجداده وأعمامه، و في تصريح لأحمد تنهَّد وقال: “سوف يتطلب الأمر معجزة” وأضاف بأنه يحاول إقناع نفسه بأن قضاء عطلة الصيف لهذا العام في المغرب لن تكون ممكنة.
أمام هذا الوضع تخطط بعض العائلات لقضاء عطلة الصيف في إسبانيا أو البرتغال، وعبور البحر الأبيض المتوسط في أول فرصة.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى