
هذه هي الخطوط العريضة لخطاب الرئيس ماكرون
شمس نيوز – خاطب الرئيس ماكرون المواطنين الفرنسيين عبر خطاب رسمي أذاعته غالبية القنوات التلفزية الفرنسية، امتد الخطاب لمدة خمسة عشر دقيقة و هذا هو الخطاب الرابع من نوعه هذه السنة ، هذا الخطاب انتظرته فئات واسعة من الفاعلين السياسيين و بعض الهيئات الرسمية خاصة نقابات الشرطة بسبب التوتر الحاصل مؤخرا بينهم وبين وزير الداخلية ، و كذلك انتظر هذا الخطاب قطاع واسع من السياسيين بعد تسرب إشاعات تُفيد بأن الرئيس ماكرون يستعد لتقديم استقالته و الترشح مرة أخرى لنفس المنصب ، كما ينتظر هذا الخطاب فئة واسعة من الفاعلين الاقتصاديين لأنه من المحتمل جدا أن يتحدث الرئيس عن خططه المتعلقة برفع الحجر الصحي بصفة تامة وخطته لتحقيق إقلاع اقتصادي بعد هاته الأزمة .
الرئيس في خطابه الأخير تطرق بالتفصيل للمرحلة التالية من رفع حالة الطوارئ الصحية كما شرح رؤيته للواقع الفرنسي بعد الجائحة، حيث من المنتظر أن يتم اعتبارًا من يوم الاثنين 15 يونيو ، تصنيف كل الأراضي الفرنسية باستثناء “مايوت” و”غيانا” كمناطق خضراء، و بهذا يمكن إعادة فتح المقاهي والمطاعم في إيل دو فرانس، و ستتمكن الحضانات والمدارس من استقبال جميع المتمدرسين ، و سيكون حضورهم إلزاميًا اعتبارًا من 22 يونيو، رغم أنه لم تصدر لحد الآن أي إعلانات بهذا الخصوص من المؤسسات التعليمية، كما سيتم السماح بزيارة دور رعاية المسنين اعتبارًا من يوم الاثنين، وبخصوص هذا الرفع المرتقب للقيود التي كانت على القطاعات الذي ذكرناها ، قال ماكرون في خطابه “من الغد سنكون قادرين على قلب الصفحة ، كما أشاد الرئيس بـالعمل الجبار الذي قدمه القطاع الصحي الفرنسي معتبرا أن فرنسا انتصرت على الوباء، لكنه حذَّر المواطنين من الاستهانة بالوضع وقال: “الحرب ضد الوباء لم تنته بعد ، لكني سعيد بهذا الانتصار الأول ضد الفيروس” ،داعيا الفرنسيين إلى التحلي باليقظة ضد هذا الفيروس الخفي، و الذي سيستمر لا محالة في الانتشار حتى لو كانت المؤشرات الآن تبدو مطمئنة إلى حد ما.
كما دعا إيمانويل ماكرون إلى استخلاص العبرة من هاته الأزمة التي مرت على فرنسا و العالم، و قال بأن هذه الجائحة أظهرت نقاط قوتنا و نقاط ضعفنا و يجب أن تركز فرنسا على نقاط قوتها لتزيدها قوة كما يجب أن تصحح نقاط الضعف ، و رغم ذلك أعرب الرئيس عن افتخاره بما تحقق ، و اعترف بأن هاته الأزمة أظهرت عيوبا يجب تجاوزها مستقبلا، كاعتماد فرنسا إبان الأزمة على دول أخرى للحصول على منتجات طبية، ومن العيوب التي لمح لها الرئيس عدم وجود مساواة اجتماعية وأخرى إقليمية، لأن هناك مناطق في فرنسا لا تتلقى العناية التي تتلقاها المناطق المركزية يقول السيد الرئيس : “أريد أن نتعلم الدروس مما مررنا به.”
في الشق الثاني من خطاب الرئيس انتقل للحديث عن الجانب الاقتصادي
وقال بأن فرنسا خصصت 500 مليار يورو للحفاظ على اقتصادها وفرص العمل ، وأكد أنه “لن يتم تمويل هذه النفقات عن طريق زيادة الضرائب، على الرغم من الارتفاع الكبير في الدين الوطني ، كما وعد بالعمل على خلق وظائف جديدة ، وأوضح رئيس الدولة ، مع ذلك ، أن “إعادة الإعمار يجب أن تكون بيئية ولكن أيضا اجتماعية وموحدة”
كما هو معلوم عرفت فرنسا مظاهرات متفرقة في الأيام الأخيرة و هاته المظاهرات كانت تندد بالعنصرية و عنف رجال الأمن ، ولهذا كان لا بد للرئيس أن يتطرف إلى هذا الموضوع الحساس جدا ، و الذي يهدد السلم الاجتماعي ، وبهذا الخصوص، قال الرئيس الفرنسى بأن فرنسا ستكون مستعصية فى مواجهة العنصرية، و سيتم محاربة جميع مظاهر الميز لكن فرنسا لن تنسى تاريخها و لن تزيل التماثيل من ساحاتها العامة ، وهذه إشارة من الرئيس إلى ما وقع في بعض دول العالم خاصة في الولايات المتحدة و بريطانيا ، كما أراد ماكرون أن يظهر بعض الدعم للشرطة، وأعلن أن رجال الشرطة والدرك يستحقون دعم السلطات العامة فهم يتعرضون لمخاطر يومية نيابة عنا “.