
فرنسا: فتيات من العائلة المالكة القطرية بلا مأوى في شوارع باريس والسبب صادم
نظرت العدالة الفرنسية في نزاع عائلي غير عادي البارحة الإثنين. ويتعلق الأمر بصحة وتعليم ثلاث فتيات قاصرات، ممزقات بين الحياة الاحتفالية مع والدتهن، في ماربيا، وأبوهم المعزول، والذي كان وزيرا سابقا في قطر.
كانت لونا غارقة في هاتفها الذكي يوم الثلاثاء، 15 فبراير محاولة تحاشي الأنظار. بجانبها، كانت تقف نور (تم تغيير الأسماء الأولى) ناظرة إلى المارة في شارع مونتين (دائرة باريس الثامنة) بالقرب من الشانزليزيه. وكانت حقائبهما الفاخرة موضوعة قرب سفح فندق تبلغ مساحته 5000 متر مربع.
وتبلغ التوأمتان من العمر 17 سنة وهما الوريثتان للعائلة المالكة القطرية ـ هما من أبناء عمومة الأمير الذي يحكم قطر: آل ثاني.
وقد نظرت محكمة باريس يوم الاثنين 14 مارس في ملف هاتين الفتاتين وأختهما. وقد اتهمت الأم، كاسيا جالانيو، 45 سنة، عبد العزيز بن خليفة بن حمد آل ثاني، 73 عاما، أمام قاضي محكمة الأسرة بالإهمال.

ونشأت جالانيو في بولندا ثم انتقلت إلى لوس أنجلوس قبل أن تلتقي بالأمير وهي في التاسعة عشرة من عمرها.
وقد أدى انفصال الاثنين إلى إجراءَات قانونية طويلة وعشرات الاستدعاءَات حول حضانة الأطفال، التي فاز بها الأب في الأخير. ولكن، في وسط هذه النكسات، وجدت القاصرتين التوأم نفسيهما في محنة بينما أختهما الصغيرة منعزلة في فقاعة ذهبية.
حياة احتفالية مع والدتهن وأب معزول في باريس
في يوم الجمعة، 4 مارس، كانت نور في غرفة فندق متواضع بالقرب من محطة Saint-Lazare. وذلك قبل أيام قليلة من الجلسة، حيث وافق والدهم على دفع ثمن هذا السكن لبناته.
وقد تم عزل الأب من منصبه كوزير للنفط والمالية لأنه اهتم بالانشقاق ومعاداة ابن أخيه، وقد عاش معزولاً في العاصمة منذ التسعينيات.
ملابس عارية ومواعدة للرجال
لكن صرامته أرهقت بناته. ولذلك، انضمت نور إلى والدتها في يونيو 2020 و تبعتها أختها بعد عام. وقد أعادت الأم بناء حياتها بماربيا في إسبانيا.
تحت سقف الأم، تحطمت كل الصرامة التي كان يفرضها الأب، حيث أصبحن يواعدن الرجال ويتفاخرن بلباسهن ملابس عارية.
في أحد الأيام، عادتا إلى المنزل وشفاههن منتفخة من حقن حمض الهيالورونيك. وتتهم حاشية الأمير تواطؤ الأم التي يعتبرونها “مختلة”. حتى أنه، قبل بضع سنوات، أدى “انهيارها العصبي الشديد” والكحول إلى ابتعادها عن أطفالها.
عند عودتهما إلى باريس، كسبت التوأمتان لقمة عيشهما من معارفهما المقربة، حيث استضافهما أحد الأصدقاء لفترة. على بعد 1500 كيلومتر، في ماربيا، شجبت الأم “التخلي العاطفي والمادي للأب” عن بناته.
وتقول الأخيرة: “أنا لا أطلب المال لنفسي. أطالب زوجي السابق بأن يدفع ما يدين به لأطفالنا”.
في الواقع، في ذلك اليوم من الـ15 فبراير، كان قد طردهما الفندق الفاخر ووضع أمتعتهما عند الباب، حيث اشتكى النازلون من الضجيج والأصدقاء الذين يدعونهم ويدخنون معهم بعد فك أجهزة إنذار الحريق.
بعد الاتصال بالأب، قرر الأخير من فرقه تقديم سكن طويل الأجل للتوائم والتأكد من أن لديهم كل ما يحتاجون إليه ـ في انتظار قرار المحكمة في القضية.