فرنسا: فتح تحقيق ضد المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية (الإسلامية) بتهمة الاختلاس والتستر

حسب المعلومات التي توصلت بها جريدة لوباريزيان، فتحت محكمة بوبيني (في إقليم سين سانت دينيس) تحقيقا أوليا حول “خيانة الثقة والاختلاس” و”التستر” قبل شهر من الآن ضد إدارة المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية.

في المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية بسانت دينيس، يتم تكوين أئمة المستقبل والمعلمين بالمدارس القرآنية وأيضا المواطنين العاديين الذين يرغبون بتعلم اللغة العربية أو معرفة المزيد حول الإسلام. ويدخل هذا المعهد قرابة 1500 طالبا سنويا. كما أنها مؤسسة خاصة تستفيد من “اعتراف أكاديمي سلمته لها رئاسة جامعة كريتاي”ولها شراكات مع عدة جامعات، كالمعهد الكاثوليكي في باريس مثلا.

ولطالما كان المعهد محل انتقاد العديد من الأشخاص والمؤسسات الأخرى، حيث يتم التشكيك في الدروس التي يتعملها الطلاب، والخلفية الأيديولوجية لأساتذته، بل وكذلك مصدر التمويلات التي يتحصل عليها. ومن بين هؤلاء المشككين، توجد أجهزة الإستخبارات الفرنسية والتي قالت مرارا وتكرارا أن المعهد يلقن “نسخة” متطرفة ومتشددة من الإسلام. وقد تم بالفعل فتح تحقيق يوم 18 يونيو ضد الأخير بتهمة خيانة الثقة والاختلاس والتواطؤ والتستر. وأسندت مهام التحقيق إلى وحدة الاستخبارات المالية التابعة للشرطة القضائية بباريس.

اقرأ أيضا: بلجيكا تصنف هولندا في”المنطقة البرتقالية”.. في آخر تعديل لقائمة الدول المسموح بالسفر إليها

وحسب الاستخبارات الفرنسية، فعميد المعهد نفسه موضع شك. فرغم سيرته الذاتية المبهرة (إمام، وبروفسور في علوم الدين، وحاصل على دكتوراه في علوم الإسلام من جامعة سوربورن) وتدريسه لإسلام معتدل يتوافق مع قيم جمهورية فرنسا، إلا أن الشيخ أحمد جاب الله، التونسي الأصل، كان في الواقع الرئيس السابق لاتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا، قبل أن يتغير اسمه بعد ذلك ويصبح ‘مسلمو فرنسا’، وهو اتحاد يتبع فكر الإخوان المسلمين (منظمة إسلامية أنشأت بمصر سنة 1928 لمحاربة “السيطرة العلمانية الغربية”). ثم أن الاستخبارات الفرنسية قالت أن أحمد جاب الله يبين على تطرفه عندما يقول أن “مثل اتحاد المنظمات الإسلامية في فرنسا كمثل صاروخ ذو طابقين: الطابق الأول [المحرك النفاث] هو الديمقراطية
والطابق الثاني [جسمه] سيضع مجتمعا إسلاميا في المدار”. وهي القولة التي يرفضها أحمد تماما ويصرح أنه لم يقلها قطعا.

والشيء الذي لفت الانتباه إلى المعهد في الأصل هو أن عددا من الطلبة الذين مروا به تبنوا أفكارا متطرفة أو أصبحوا إرهابيين. ومن بين الأمثلة يمكننا ذكر الإرهابي رضا هام الذي تم تجنيده في سوريا بهدف تدريبه وإرساله إلى باريس لتفجير قاعة حفلات موسيقية، أو إيناس ماداني المحكوم عليها ب30 سنة سجنا ابتدائيا بعد أن خططت تفجير سيارة قرب كاتدرائية نوتردام شهر سبتمبر من سنة 2016.

ورغم أن هذه الأمثلة فرضت على الاستخبارات الفرنسية اتخاد الحيطة والحذر، إلا أن ما دفعها لفتح تحقيق هو مصادر التمويل المريبة على حد قولها. حيث لاحظت السلطات وجود تباين بين دخل المعهد الفعلي واستثماراته العقارية. وبشكل خاص، مصادر التمويل التي سمحت ‘سريا’، في عام 2018، بإقامة 26 سكنًا للطلاب بمبلغ 2 مليون يورو.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى