
فرنسا تنقد أغنياء الشرق الأوسط بعد أن صادرت البنوك اللبنانية أموالهم ـ نبيه ناصر واحد منهم
يسعى أثرياء الشرق الأوسط الذين أودعوا أموالهم في البنوك اللبنانية إلى استعادتها بالالتفاف على اجراءات ضبط رأس المال غير الرسمي الذي تفرضه البنوك على اللبنانيين، وهذا ما فعله أحدهم.
في تقرير نشرته صحيفة لوموند الفرنسية، ذكر المؤلفان جوليان بواسو وفيرونيك تشوكرون أنه في 4 أكتوبر 2019، لم يكن قد انهار الاقتصاد اللبناني، والانتفاضة الشعبية لم تندلع بعد، ونبيه ناصر كان مازال يعتقد أن لديه 20 مليون دولار في حسابه ببنك سوسيتيه جنرال في لبنان.
لكن بعد انهيار الاقتصاد، قام البنك بمنع سحب الأموال ـ وبحسب الأخير، فالسبب هو أن: البنك اللبناني يشك في مصدر أموال نبيه ويشتبه في أن والده فادي ناصر هو المستفيد الحقيقي.
وشكك كثيرون، بمن فيهم صاحب الحساب، في أن هذه مجرد مناورة من البنك للحصول على تلك الأموال، كما فعل مع العديد من أصحاب الحسابات الآخرين (الأثرياء) لمواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
ولم يرد بنك سوسيتيه جنرال في لبنان على الفور على الشكوك التي تثقل كاهله، وتلقى تحذيرًا من لجنة التحقيق الخاصة بمؤسسة النقد اللبناني في 8 آذار 2019، وبعد شهر ونصف لم يتردد في فتح حساب لعميله تم إيداع (20 مليون دولار) فيه مع 6.75٪ فائدة على 6 شهور. ربما كمبادرة تدل على أن الأموال موجودة بالفعل وأنه لم يتم استعمالها لأي غرض آخر.
وستحل هذه المسألة اللبنانية في النهاية بفرنسا. في نهاية عام 2019، خطرت لمحامي الشاب، جادي قبيسي، هذه الفكرة: إذا رفض البنك سداد ما يدين به لعميله، فلماذا لا يلجأ إلى فرنسا؟ ففي يوليو 2018، اشترت سوسيتيه جنرال شركة ريش ليو المالية الفرنسية، وهي مجموعة صغيرة لإدارة الثروات. وبالفعل، نجحت الخطة. في تشرين الثاني/نوفمبر 2019، أذن قاضي التنفيذ في محكمة باريس الابتدائية الكبرى للمطور العقاري اللبناني الشاب بتنفيذ حبس رهن متحفظ بقيمة 20 مليون دولار ـ مبلغ مطالبته ـ على أسهم الشركة التابعة للبنك الخاص.
ويتمتع المحامون الآن بنقطة ضغط فعالة، حيث يستغلون أصول البنوك اللبنانية في الخارج سواء كانت شركات تابعة أو مباني أو حسابات مصرفية.