
فرنسا: تقرير الطبيب النفسي يوضح معلومات غريبة حول ذهبية ومقتل لولا
يشتبه في قيام ذهبية بقتل وتعذيب واغتصاب فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا في 14 أكتوبر في الدائرة 19 في باريس.
“جنون الجرم يجب ألا يتم خلطه مع جنون مرتكبه”، حسب الخبير النفسي في تقريره الذي قدمه، يوم 28 نوفمبر في باريس، إلى قاضي التحقيق المسؤول عن مقتل لولا الصغيرة.
ويرى الطبيب أن الذهبية لا تعاني من “أي اضطراب نفسي أو عصبي”. ولذا يمكن الحكم عليها من قبل محكمة الجنايات. لكن الطبيب يحذر من أن فعلها الإجرامي “يرتبط باضطراب خطير ومعقد في شخصيته”.
ويرسم صورة خطيرة للغاية للمرأة الشابة. ويضيف: “على المستوى الاجتماعي، يجب أن تحظى خطورتها بكل الاهتمام، وأن يتم تقييم خطر عنفها على أنه مرتفع للغاية”.
وفقًا لهذا الطبيب النفسي، تتمتع ذهبية بشخصية ذات “إمكانات نرجسية نفسية عالية، حيث تبالغ في تقدير ذاتها وتميل إلى التلاعب بشخصيتها في محاولة لنشر الارتباك عند محاورها”.
كما تتميز شخصيتها بالـ”الكذب المرضي” و “الافتقار إلى التعاطف والشعور بالذنب”. وتمارس ذهبية “علاقة هيمنة مع أقاربها حيث يصبح الآخر فريستها ووسيلتها للاستمتاع”.
محقق يجعلها تعترف
خلال الاستجواب، قام أحد المحققين بتهيئة مناخ من الثقة مع ذهبية. كان يناديها باسمها الأول واستغل حلمها بأن تصبح ضابطة شرطة لجعلها تعتقد أنها تشارك بنشاط في التحقيقات.
واعترفت ذهبية ثم تراجعت عن أقولها، مضيفة أن أقوالها كانت مجرد كابوس. وحيرت هذه التصريحات الخيالية الشرطة والقضاة والمحاميين. وبمجرد توجيه الاتهام إليها، عين قاضي التحقيق الطبيب النفسي لإلقاء الضوء على الحالة العقلية للذهبية.
وفاة والدتها
عمل الطبيب على جلسات الاستماع للشابة أثناء احتجازها لدى الشرطة والتقى بها ثلاث مرات في السجن النسائي Fresnes حيث تم سجنها.
وقد نشأت ذهبية في الجزائر وكانت والدتها ربة منزل بينما عمل والدها سائق حافلة ورجل أمن بميناء في النفس الوقت. واستستقرت والدتها لاحقا في منطقة باريس بينما بقي والدها في البلاد لكنهما لم يفترقا.
في سن الخامسة عشرة، انضمت ذهبية إلى والدتها في Bry-Sur-Marne. وكانت تريد اجتياز البكالوريا لتصبح ضابطة شرطة أو جندية. لكنها كانت تدخن الكثير من الحشيش حيث تعترف؛ “قتلني الحشيش لأنني كنت كسولة”. وحصلت ذهبية أخيرًا على دبلوم طبخ في نهاية المطاف.
وتوفي والدها في الجزائر وبعد ذلك بعامين توفيت والدتها بمرض السرطان. جعلت هذه المأساة الأخيرة ذهبية تقع في الشرود. وتقول الأخيرة: “كانت والدتي ملاكًا، ملكة، كنت أخبرها بكل شيء”.
“المحقق شيطان”
وبقيت ذهبية في الشقة التي كانت تستأجرتها والدتها بعد وفاتها. لكن بدون أوراق وبدون دخل حقيقي، لم تتمكن من دفع الفواتير:
“لقد غادرت وتخلصوا من أغراض والأوراق وكل شيء. أزعجني ذلك لأنني أردت الحصول على الجنسية الفرنسية والعمل في مهنة أحبها”.
وعاشت ذهبية مع أصدقائها بين عامي 2019 و2020 دون خطط للمستقبل. وشغلت عدة وظائف في صناعة المطاعم، لكن تأخيراتها المستمرة أدى “إلى فصلها من العمل في كثير من الأحيان”.
خلال تقييمها النفسي، كررت ذهبية أنها غالبًا ما ترى الأشباح. وتنفي أنها رأت لولا ووالدتها قبل الوقائع ثم تراجعت عن ملاحظاتها في حجز الشرطة.
“لا أعرف ما إذا كانوا أناموني ولكن ما قلته كان هراء … هذا المحقق شيطان … الله يرى كل شيء، لقد كان الشبح هو من قتل هذه الصغيرة دون علمي بذلك”.
وتؤكد ذهبية أنها تعرضت للتخدير والاختطاف والاغتصاب من قبل رجل أجبرها على نقل الجثة في صندوق. كما تتهم ذهبية رشيد، السائق الذي أخذها مع الجسد إلى منزل أختها، بأنه نظم كل شيء.
صدمة قديمة ذات طبيعة جنسية
ويشير الطبيب إلى أن إنكار الشابة للجريمة يعيق تحليل شخصيتها. لكنه يفترض أنه يمكن ربط حالتها النفسية بصدمة قديمة ذات طبيعة جنسية.
ويطعن محامي ذهبية في استنتاجات الطبيب النفسي ويطلب رأي ثان من طبيب نفسي آخر.