
غويانا الفرنسية: وجهة جديدة لطالبي اللجوء السوريين
تتواجد الغالبية العظمى من 6.6 مليون لاجئ سوري في الشرق الأوسط وأوروبا. لكن خلال العامين الماضيين، جاء المزيد منهم إلى غويانا على أمل الحصول على وضع اللاجئ في فرنسا.
إنه طريق هجرة خيالي للوصول إلى فرنسا، حيث يجب المرور يمر عبر أمريكا الجنوبية.
في مارس 2020، سجل المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية في كايين 486 طلب لجوء قدمها سوريون على مدى السنوات الخمس الماضية، دون احتساب العديد من القصر.
ويقول ماتيو تيتريل، عضو جمعية تدعم المهاجرين: “وصل السوريون الأوائل إلى غويانا من تركيا في سبتمبر 2015، وكان معظمهم من أصل فلسطيني”.
ويضيف نفس الشخص: “تم تفكيك شبكة تهريب في نهاية عام 2017 وتوقف الوصول لبعض الوقت قبل استئنافه في عام 2019. هذه المرة كان معظمهم من السوريين غير الفلسطينيين، ولم يعودوا مجرد رجال عازبين، بل عائلات أيضًا”.
تأشيرات إنسانية للبرازيل
يستفسر العديد من المرشحين المغادرين إلى غويانا على مجموعة على الفيسبوك تسمى Les Syriens de Guyane عن الرحلة الطويلة التي تنتظرهم.
وفي الواقع، أصبحت مغامرة غويانا ممكنة بفضل قرار اتخذته الحكومة البرازيلية في عام 2013 ـ تم تجديده في عام 2019 ـ لمنح تأشيرات إنسانية للمواطنين السوريين وأي شخص متضرر من النزاع السوري.
ويمكن للفلسطينيين والأكراد والأجانب المتزوجين من سوريين المطالبة بهذه التأشيرة أيضًا.
المتطلبات هي أقل صرامة من التأشيرة السياحية وكل ما يجب فعله هو تقديم طلب في السفارة البرازيلية للبلد الذي ترغب في المغادرة انطلاقا منه (غالبًا لبنان أو تركيا).
عبور غابة الأمازون
اللاجئون السوريون الذين يصلون إلى البرازيل يشدون الرحيل بعد ذلك إلى غيانا، التي تدخلهم الجنة الأوروبية التي يتخيلونها.
ويأخذ هؤلاء رحلة من ساو باولو إلى ماكابا، ويعبرون غابة الأمازون بالحافلة لمدة عشر ساعات للوصول إلى الحدود مع غيانا وهي نهر طويل (يسمى أويابوك) يمر عبر الأمازون.
في غضون ثلاثين دقيقة، يمكن عبوره بالزورق للوصول إلى الجانب الآخر: قرية Saint-Georges-de-l’Oyapock الفرنسية.

حتى أوائل عام 2020، كان يكفي للمهاجرين أن يتحدثوا إلى شرطة الحدود بالقرب من القرية حتى يصدروا لهم جواز مرور ويتم نقلهم كطالبي لجوء إلى كايين العاصمة. ولكن منذ وصول كوفيد19 في مارس 2020 وفرض الإغلاق، تغيرت القواعد: لم يعد يتم إصدار تصاريح وطالبي اللجوء يجدون أنفسهم عالقين عند حاجز بين Saint-Georges-de-l’Oyapock وكايين.