
تقارير صادمة عن الوضعية الكارثية التي عاشها المسنون بدور العجزة في زمن كورونا
شمس نيوز – سلط تقرير صادر عن لجنة المظالم، الضوء على الفوضى و المعاناة التي عاشها المسنون في دور العجزة، في الفترة الأولى لظهور وباء كورونا، و تحتوي هاته الوثيقة على العشرات من الصفحات التي تتضمن شهادات صادمة، حول الحالة المزرية في هاته الدور.
جميع المهنيين و العاملين و المقيمين بدور العجزة يشهدون على أن الوضع كارثي بدور العجزة، خاصة في المرحلة التي عرفت انتشارا كبيرا لوباء كورونا، يقول أحد الموظفين : “لقد سمعت أن بعض الأشخاص كانوا يضعون الطعام في جيوبهم أو في خزائنهم لأنهم اعتقدوا أنه يجب عليهم الاستعداد للأسوأ و بأن الحرب ستندلع”.
الأوضاع في دور رعاية المسنين انْـفـلتت، و لم يعد ممكنا التحكم بتصرفات المقيمين، و كأنهم جمهور حاشد في ملعب لكرة القدم، يقول أحد الموظفين :”لقد كانت فوضى، كنا نعمل في نفس الملابس مع أشخاص مصابين بالعدوى” حتى أن التدابير الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا لم يكن يحترمها أحد، و كان الموظفون يتصرفون بردود أفعال و ليس بعد دراسة الوضع.
كان لذلك تداعيات على حسن التواصل مع عائلات النزلاء والنزلاء أنفسهم، خاصة أنهم كبار في السن وأضاف موظف آخر “لا يمكننا أن نُصَرِّح لعائلات الضحايا بأن هناك حالات مؤكدة للإصابة بمرض كوفيد19، لأن في ذلك إساءة لسمعة المؤسسة.
في التقرير نقرأ بعض الشهادات الصادمة يقول أحد الشهود : “انظُرُ إلى والدتي، في أي وقت من الأوقات، أرى أنها أصبحت سجينة مقيدة على كرسيها المتحرك، لم تعد تتعرف على أي شخص ولم تعد قادرة على المشي أو التحدث”.
بعض الأشخاص المسنين بعد أن تأكدوا من إصابتهم بالمرض عرفوا انهم سيموتون، وسيموتون في عزلة تامة عن أقاربهم وأحبابهم، يقول أحد الممرضين في دار لرعاية المسنين: “كان المقيم العجوز يعلم أنه وحيد وأنه سيموت ويشعر بالوحدة، لقد كانت لحظة صعبة للغاية بالنسبة لي”.
حتى لو انحسر الوباء، فالموظفون لازالوا يشعرون بالإرهاق، قالت إحدى الممرضات: “الوضع أكثر هدوءا الآن لكننا ما زلنا مصابين عقليا”. تم جمع العديد من الشهادات في نهاية يونيو، وعندما علم الموظفون أن البرلمان الفلمنكي رفض اقتراح منحهم مكافأة قدرها 300 يورو عبر الكثير منهم عن امتعاضه من هذا الرفض.
تم في يوم الجمعة تقديم التقرير الذي يحتوي على شهادات مروعة تشير إلى الكثير من الضيق والمعاناة، لِلَجنة البرلمان “الفلمنكي” المسؤولة عن تقييم إدارة أزمة الفيروس التاجي وقال أحد النواب بأن الشهادات أزعجت الجميع في اللجنة”.
غالبية النواب اعترفوا بأن الوضع صادم لكنهم لم يحملوا المسؤولية للموظفين والمسيرين لهذه المؤسسات قال هانز وهو أحد النواب : “لقد قام الموظفون والإدارة بكل شيء فعلاً لمكافحة الأزمة في دور رعاية المسنين، لكن الافتقار إلى الدعم السريع من السلطات الفلمنكية في معدات الحماية والموظفين الإضافيين أدى إلى حدوث هذه المآسي”
بعض النواب من المعارضة لم يتقبلوا هاته الأخبار وحملوا وزير الصحة والعائلة ومحاربة الفقر الفلمني (ووتر بيك) والمسؤولين عن هذه الدور مسؤولية ما وقع، تقول ” ليز فاندكاستيل” وهي نائبة عن حزب (PTB) “إن (Beke ) و حزب (CD&V) مسؤولون عن نقص الموظفين في دور رعاية المسنين، بعد سنوات من نقص الاستثمار، في الكثير من التقارير كان بإمكاننا بالفعل أن نرى في السنوات الأخيرة أن الوضع يزداد سوءًا في دور رعاية المسنين، هذه الكارثة هي من صنع الإنسان، لقد حان الوقت لكي يستخلص “ووتر بيك” العبر من هذه الكارثة”.