
بيزانسون: فتاة مسلمة يعاقبها أهلها بسبب مواعدتها لمسيحي
تعرضت فتاة مسلمة من أصل بوسني للعقوبة من قبل أقاربها وذلك بسبب مواعدتها لفتى مسيحي من أصل صربي. وتم وضع أربعة أشخاص راشدين تحت إشراف قضائي وستتم محاكمتهم.
لم يرغبوا في أن تتزوج ابنتهم من مسيحي: عوقبت فتاة مراهقة مسلمة من أصل بوسني بالضرب المبرح من قبل عائلتها، يوم الاثنين 17 أغسطس في بيزانسون، وذلك عندما عاد العشيقان من الهروب.
ولقد قام الشاب بتنبيه الشرطة التي قامت باعتقال والدي وعم وخالة الشابة البالغة من العمر 17 عامًا إلى حجز الشرطة. وتم وضع الراشدين الأربعة، الذين قدموا إلى النيابة يوم الخميس ثم أمام قاضي الحريات والاعتقال، تحت الإشراف القضائي، وكما تم منعهم من الاتصال بالفتاة.
وقالت مارجريت باريتي، نائبة المدعي العام في بيزانسون للوكالة الفرنسية للأنباء، إنهم سيحاكمون بتهمة العنف ضد قاصرين بحضور قاصرين بحلول الخريف.
مشروع الزفاف
الفتاة الصغيرة، التي وصلت من البوسنة والهرسك منذ أكثر من عامين مع أسرتها، أقامت لعدة أشهر علاقة مع الصبي من أصل صربي الذي كان يعيش في نفس المبنى في بيزانسون.
وكانت العائلتان تعرفان بعضهما البعض ولم تكن (علاقتهما) مشكلة، ولكن عندما بدأ الشباب يتحدثون عن الزواج، هنا إعترضا والدا الفتاة وقالوا لها أنهم مسلمون ولن يسمحوا لها بالزواج من مسيحي، هذا ما قالته مارجريت باريتي للوكالة الفرنسية للأنباء.
وبعد ذلك قامت عائلة الفتاة الصغيرة بحرمانها من الهاتف وبمنعها من الاتصال بصديقها. وهنا قرر المراهقان الهرب، الأسبوع الماضي، لمدة أربعة أيام مع البقاء على اتصال مع والديهما.
أرادوا أن يتبتوا أن حبهم كان قويا، وفقا لمارجريت باريتي.
وأثناء فرارهما، تلقى الصبي البالغ من العمر 20 عامًا تهديدات على هاتفه من قبل والدي صديقته.
صفع وحلق
وبالعودة إلى بيزانسون، لجأ الهاربان إلى شقة عائلة الشاب. ثم تلقت الفتاة رسائل مطمئنة من أمها جعلتها تعود إلى منزلها يوم الاثنين برفقة صديقها ووالده.
ولم يستغرق الوضع وقتًا طويلاً حتى بدأ بالتدهور. حيث جاءت الصفعة الأولى من الأم، ثم اندلعت موجة عنف تم خلالها أخذ الفتاة إلى غرفة، حيث قام عمها بحلق شعرها، بحسب أقوالها، أثناء ذلك كانت تتعرض للضرب، حسبما أوضح القاضي، مشيرًا إلى أن في السابق كان شعرها بطول 60 سنتيمترا.
ووفقًا للجمهوري الشرقي، كان والد الضحية هو الذي طلب من شقيقه حلق شعر ابنته.
وقال والدا الصبي إنهما لم يجرؤا على التدخل لأنهما لم يكونا في منزلهما، لكن ابنهما غادر المنزل بسرعة لإبلاغ الشرطة، بحسب النيابة.
إقرأ أيضا: مهاجر مغربي بفرنسا: “بدون المساعدات الغدائية لا أستطيع إطعام أطفالي”
14 يومًا من العجز المؤقت عن العمل
وعندما وصلت الشرطة، أجبرت عمة الفتاة، الفتاة على الاختباء في غرفة، لكن تم اكتشافها من قبل الشرطة ثم نقلت إلى المستشفى، بحسب الصحيفة اليومية.
كما أصدر لها الطبيب شهادة العجز المؤقت عن العمل لمدة 14 يومًا: إنها تعاني من كسر في أحد الأضلاع وكدمات في جميع أنحاء الجسم، خاصة على مستوى الأذن، وهذا بسبب تعرضها للشد، وفقًا لنائب المدعي العام.
كما يتم محاكمة الوالدين بتهمة ضرب المراهقة منذ وصولهما إلى فرنسا. وأما الفتاة التي استنكرت هذه الوقائع، فقد وُضعت تحت الحماية القضائية في هيكل مناسب، بحسب النيابة العامة، التي تأكد أن والديها لا يعرفان مكانها.
ولقد تركت حرب البوسنة (1992-1995) بين المسلمين والكروات والصرب ندوبًا عميقة داخل هذه المجتمعات. فلقد فقد ما يقرب من 100000 شخص حياتهم في هذا الصراع، وكما تم تشريد 2.2 مليون شخص.