
بلجيكا: الشرطة القضائية تفشل في فك اللغز المحير لمقتل مغربي
تلقت شقيقة الشاب، الذي عثر عليه محترقا على بعد 1100 كيلومتر من منزله في يونيو 2015، تهديدات عبر الهاتف بعد 6 أشهر من اختفائه.
اختفى يونس أكانتايو، 24 عامًا، في 5 يونيو / حزيران 2015. في ذلك اليوم، حوالي الساعة 12 ظهرًا، غادر للعمل وكان من المقرر أن يلتحق بزوجته في بلدية Seraing. لكن إشارة هاتفه انقطعت في الساعة 12:44 مساءً …
لقد كان قد تزوج وعاد لتوه من شهر العسل، حيث اشترى منزلًا وكان يعمل بشكل عادي. كما أنه كان قريبًا من العائلة والأصدقاء ولم يكن معروفًا أن لديه أي أعداء أو ميول إجرامية.
ولذلك فقد تحركت كل العائلة محاولة العثور على أثره بعد اختفائه لكن دون جدوى … قبل أن تأتي الأخبار المحزنة من فرنسا …
تم العثور على يونس، يوم 8 يونيو، مصابًا بحروق خطيرة في 90٪ من جسده، على بعد أمتار قليلة من سيارته، المتوقفة قرب محطة وقود بطريق سريع في ناربون، على بعد 1100 كيلومتر من منزله. وقد توفي بعد ساعات قليلة في المستشفى.
ولم يسمح التحقيق الذي أجري على الفور بتحديد تدخل طرف ثالث في وفاته على الرغم من اكتشاف عنصر مزعج: كان يونس قد تناول بطاقة ذاكرة قبل أن يفقد حياته. لكن، بعد 5 سنوات من التحقيقات، تم إغلاق القضية لعدم ظهور أدلة كافية.
وقد تحدث المدعي العام يوم الجمعة أمام محكمة الجنايات حول التحقيق الطويل الذي تم إجراؤه لفهم ملابسات الحادثة:
“لم يتوصل التحقيق إلى أي استنتاج جنائي. لا يمكن طرح سبب أو تدخل خارجي. أسباب الوفاة المذكورة هي الانتحار أو وقوع حادث … ربما اشتعلت السيارة بالنيران بينما كان الضحية غائبا عن الوعي/نائما”.
ولا تزال العديد من الأسئلة بلا إجابة: لماذا توقفت إشارة هاتفه، ولماذا توجه يونس إلى فرنسا، هل كان بمفرده أو مهددًا من قبل طرف ثالث؟ كما لم يجعل تحليل السيارة من الممكن إثبات عطل تقني محتمل مسبقًا، كما لم يعط تحليل كاميرات المراقبة للطريق السريع أي شيء.
عنصر جديد أمام محكمة جنايات نامور
تعرضت شقيقة يوسف لمضايقات وتهديدات هاتفية في 5 ديسمبر 2015، بالضبط بعد 6 أشهر من اختفاء الشاب. وقد روى محاميا شقيقتَي يونس ووالدهما، اللذان يطالب كل منهما بـ 2.000 يورو كضرر معنوي، طبيعة الملاحظات التي أُدلي بها في ذلك المساء:
“استقبلت شقيقة يونس 5 مكالمات هاتفية. في البداية، عرض شخص يتحدث الإنجليزية الإفصاح عن معلومات حول اختفاء شقيقها ووفاته. اتصل نفس الشخص عدة مرات، وقدم أولاً موعدًا لها في أنتويرب وطلب منها عدم الاتصال بالشرطة. ثم اتصل شخص آخر يتحدث هذه المرة باللهجة المغربية وسألها عما إذا ترك يونس معها شيئا قبل اختفائه ثم هدد أفراد أسرتها بالقتل”.
وقد سجلت أخت يونس المحادثات ورقم المكالمة. ومكّن تحقيق الشرطة من التعرف على المدعى عليه، وهو من سكان حي Borgerhout في أنتويرب.
وأوضح الأخير، الذي غاب عن الجلسة لأنه كان في المغرب لفترة من الوقت، أنه تعرض للتهديد من قبل شخص مجهول صوب مسدسًا على رأسه وطلب منه الإدلاء بالملاحظات المذكورة أعلاه عند اتصاله بالضحية.
وطالب المدعي العام بسجن المغربي لمدة عام وغرامة قدرها 200 يورو لاتصاله بأخت الضحية، خاصة وأنه له سوابق بالفعل من نفس الطبيعة. وسيتم الحكم في هذه القضية في 13 يناير. لكن عائلة يونس تزال في حالة حيرة:
“كيف ولماذا انتهى به المطاف في ناربون. إنهم مقتنعون بحدوث اغتيال لا يمكن إثباته، على الرغم من العمل الرائع الذي قامت به الشرطة. لماذا ابتلع بطاقة ذاكرة؟ هذا ليس له معنى”.
ـ محامي العائلة