
انفجارات بيروت : إيمانويل ماكرون، أول رئيس دولة، يسافر إلى لبنان بعد الكارثة
وقع انفجاران متتاليان يوم الثلاثاء، في العاصمة اللبنانية بيروث، وخلفا ما لا يقل عن 113 قتيلا و 4000 جريح.
ومن المنتظر أن يصل إيمانويل ماكرون اليوم، الخميس، إلى لبنان حيث أدى الانفجاران المهولان وقعا يوم الثلاثاء إلى حدوث حالة من الفوضى في العاصمة. وسيكون هو أول رئيس دولة أجنبي يزور بيروت منذ وقوع الكارثة. وهي رحلة التي من المحتمل أن تكون صعبة في بلد يمر بأزمة.
وسيواجه إيمانويل ماكرون حالة “مروعة” : مئات الآلاف من الأشخاص بلا مأوى ولا موارد، ولا يزال عدد القتلى مؤقت وهو ما لا يقل عن 113 قتيلًا و 4000 جريح. ومن المتوقع أن يزور الرئيس الفرنسي موقع الكارثة في بيروت ظهرا، ويلتقي بكبار المسؤولين اللبنانيين ويعقد مؤتمرا صحفيا في حوالي الساعة السادسة والنصف مساءا بالتوقيت المحلي قبل أن يعود إلى فرنسا.
إقرأ أيضا : ريان إير مهددة بالعقوبة في إيطاليا لخرقها التدابير الوقائية ضد كورونا
معدات صحية للطوارئ
و”حقيقة أن إيمانويل ماكرون قرر المجيء إلى بيروت بسرعة، لقي ترحيبا كبيرا. ويذكر كريم إميل بيطار، مدير معهد العلوم السياسية في جامعة سان جوزيف في بيروت، أن هذا جزء من تقليد عريق من العلاقات القوية بين فرنسا ولبنان.
وسيلتقي الرئيس الفرنسي، الذي يرغب في “إيصال رسالة الأخوة والتضامن من الشعب الفرنسي” إلى “الشعب اللبناني”، نظيره ميشال عون ورئيس الوزراء حسن دياب. وحتى يوم الأربعاء، تم إرسال إمدادات طارئة وطواقم طبية إلى لبنان. حيث أقلعت الرحلة الأولى من مرسيليا في الصباح، والثانية من باريس حوالي الساعة 5 مساءً، والثالثة كانت مقررة في نهاية اليوم.
بلد سقط في أزمة
بصفتها سلطة انتداب سابقة (1920ـ 1943)، فرنسا حليف تقليدي للبنان. على عكس اللاعبين الكبار الآخرين مثل الولايات المتحدة، تتحدث فرنسا إلى جميع الأطراف اللبنانية، بما في ذلك حزب الله الشيعي القوي الموالي لإيران، وتنشط أيضًا في المفاوضات مع المانحين للبلاد. وتعتزم باريس لعب دور قيادي هناك من خلال “مبادرات في الأيام المقبلة” من أجل حشد المساعدات الدولية اللازمة، خاصة على المستوى الأوروبي، بحسب جان إيف لودريان. ويؤكد كريم إميل بيطار أن بإمكان فرنسا أيضا الاتصال بشبكاتها في الخليج حيث لها علاقة جيدة “مع قوى مثل السعودية التي لها تأثير كبير في لبنان”.
ويبقى أن نرى النبرة التي سيتبناها إيمانويل ماكرون خلال هذه الزيارة، حيث كانت لبنان تمر بأزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة قبل الانفجار، وأن الرأي العام مستاء للغاية من طبقته السياسية، التي يعتبرها فاسدة و غير قادرة على الشروع في الإصلاحات. فهل يأتي قبل كل شيء لإظهار تضامنه أم أنه سينتقد مثل وزير خارجيته في يوليو عدم وجود إصلاحات حكومية لإخراج البلاد من الأزمة؟ ويشير كريم إميل بيطار إلى أن “اللبنانيين يريدون من السيد ماكرون أن يتحدث إليهم مباشرة بدلاً من أن يوجه كلامه إلى هذه الطبقة السياسية التي في أعينهم قد فقدت مصداقيتها بالكامل”.