
انتشار محلات الرقية الشرعية و الحجامة يقلق السلطات الفرنسية
الجالية 24 – يجهل العديد من أفراد الجاليات العربية والمسلمة حقيقة الرقية الشرعية و يظنون بأنها في غالب الأحيان تُحقق تحسُّنا ملموسا في حالتهم الصحية و النفسية ، ولكن مالا يعرفه هؤلاء هو أن الرقية ليست مما يُطلب و إنما هي عمل شرعي مثله مثل الدعاء كل واحد يمكنه أن يُرقي نفسه، وهي لا تُغني عن العلاج الطبي الذي يبقى هو الأساس لأن الإسلام دَعَا إلى التَّطبيب و طلب العلاج، وهناك أيضا خرافات و تخيلات يؤمن بها بعض الأفراد وهي بعيدة عن الصواب كالمس و الصرع، رغم أن النصوص الشرعية واضحة في هذا الباب ، كما يوجد أشخاص يلجؤون إلى السحرة و المشعوذين من أجل تحقيق بعض الأهداف المتعلقة بحياتهم الخاصة كالزواج و الطلاق و العمل و المحبة ، وهم لا يعرفون أن السحر هو من المَعَارِف التي انقرضت تماما، و حتى بعض الفقهاء الذين دَرَسوا مبادئ “علم التوقيت” لا يقبلون البتة الخوض في هذا المجال.
الحقيقة أن كل المشتغلين في أعمال السحر و الشعوذة في هذا الزمن ليسوا إلا مجموعة من المُحتالين يأكلون أموال الناس بالباطل، أما الحالات التي نراها هنا وهناك لفتاة تتكلم بصوت رجل و أخرى تبكي بغير سبب فكلها تتعلق بأمراض نفسية خالصة لا ينفع معها المشعوذون.
المديرية العامة للأمن الداخلي (DGSI) الفرنسية واللجنة المشتركة بين الوزارات لليقظة ومكافحة الانجرافات الطائفية (Miviludes) ، يقلقها انتشار محلات الرقية الشرعية التي تقدم خدمات الصرع والرقية و الحجامة.

في دراسة لهاته الظاهرة و بتكليف من Miviludes تحت عنوان “انحرافات طائفية جديدة تحت غطاء الحجامة و الرقثية الشرعية” ، يضع طبيب العلوم السياسية “BILEL AININE” إصبعه على “بعض الممارسات المنحرفة تحت مسمى الرقية الشرعية و الحجامة ” ومن هاته الممارسات الابتزاز و النصب باسم الشريعة مما يُسقط في شباكهم العشرات و العشرات من الضحايا.
ونتيجة لذلك ، فَفِي بعض البلدان ، بما في ذلك المغرب والجزائر ، أصبحت الرقية و الحجامة دريعة لأفعال إجرامية و يكون الضحايا هم المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة، فَيتِمُّ التحايل عليهم و ابتزازهم ، وقد تتعرض بعض النساء للاغتصاب أو الاعتداء الجنسي ، بل وهناك حالات للاعتداء الجنسي على الأطفال.
ويختم الباحث بقوله: “يبدو أن هناك فوضى في مجال الرقية الشرعية ، وهذا ، باعتراف الرقاة أنفسهم”. لدرجة أنه في بعض البلدان ، كان على السلطات “إغلاق عيادات الرقية غير المرخصة ، وإصدار حظر رسمي على ممارسة الرقية داخل المساجد.
ازْدهرت المحلات التي تقدم خدمات الرقية و الحجامة و حتى السحر و الشعودة ، وظهرت مؤخرا “عيادات” فاخرة مع خدمة الاستقبال والاتصال ، خاصة في “إيل دو فرانس” وبالضبط في “سين سان دينيس” على بعد 15 دقيقة فقط من باريس ، حيث يتوافد يوميا العشرات من الزبناء على هذه الأماكن.
هذا الواقع أصبح مقلقا للأطباء الممارسين ويصفون الوضع بأنه “تراجع مقلق” وهم قلقون بشكل خاص على الأشخاص الذين يعانون “هشاشة نفسية” أو الذين يعانون من اضطرابات نفسية.
ممرضة من أصل مغربي ، اعترفت بهذا الواقع وتقول : “يوجد عرض لأن الطلب حقيقي ،عندما أسمعهم يناقشون هذا الموضوع ، أتدخل ، لأن هذه المراكز غالبًا ما تطلب منهم التوقف عن العلاجات والاستشارات مع المتخصصين الحقيقيين و يستغرق إصلاح الضرر وقتًا طويلاً. “
ومع ذلك ، يبدو أن الوضع يتغير، حيث قررت المحكمة متابعة المدعو “العم حسن” ، إمام مسجد الإخوان ، في “أوبيرفيلييه”، بتهمة الممارسة غير القانونية للطب وغسيل الأموال، بعد تدخل للشرطة في 20 يونيو2019 في محل يقع بشارع “دي لا موت” ، في منطقة “كواتر-تشيمنز” ، وحوكم بتهمة ممارسة الطب بشكل غير قانوني وغسيل الأموال مع شريكه “سيلفي لي بيل” وحكم عليهم بالسجن لمدة ثلاثة وستة أشهر مع وقف التنفيذ.
و كان لهذه المتابعة القانونية لـ “العم حسن” تأثير على سوق الرقية و الحجامة حيث أُغلقت مجموعة من المحلات المشابهة ، ولتجنب المتابعة القانونية أصبحت بعض المحلات تشتغل بشكل سري فيما غيَّرت بعض المحلات إعلاناتها إلى مُسَميات جديدة كالعلاج الطبيعي و الوخز بالإبر.