
الجالية الجزائرية تأمل في قضاء عطلة الصيف في الجزائر رغم قرار إغلاق الحدود
شمس نيوز – يأمل عدد كبير من أبناء الجالية الجزائرية بفرنسا في قضاء عطلة الصيف في الجزائر، ولعل عدد كبير منهم لم يستوعب بعد أن الرئيس الجزائري أمر بغلق الحدود إلى حين انتهاء الوباء.
أعلن الرئيس أن الحدود البرية والبحرية والجوية للجزائر مغلقة وستظل كذلك حتى نهاية وباء كوفيد19، أو بتعبير أدق كما قال عبد المجيد تبون في 28 يونيو : “حتى يحررنا الله من هذه الآفة”، والسبب في قرار الرئيس هو أن مُنحنى عدد الحلات التي تم تسجيلها بعد رفع القيود لأيام قليلة كان مخيفا جدا، و يُـنذر بكارثة، خاصة في الشرق (سطيف) والجنوب الشرقي،.
الجالية الجزائرية تأمل في قضاء عطلة الصيف في الجزائر رغم قرار إغلاق الحدود
وَ وِفقا للسلطات الجزائرية فالارتفاع المهول في عدد الحالات بعد أيام قليلة من رفع القيود عن حركة المواطنين سببه هو استهتار المواطنين، و عدم امتثالهم لتدابير الوقاية من العدوى.
لاحتواء العدوى، مددت الحكومة الجزائرية الحجر الصحي المعمول به في 29 ولاية من أصل 48 ولاية في البلاد حتى 13 يوليوز، وللإشارة فمنذ تسجيل الحالة الأولى في 25 فبراير، سجلت البلاد رسميًا ما يقرب من 16000 حالة إصابة، و حوالي 1000 حالة وفاة.
اقرأ أيضاً: ارتفاع عدد حالات الإصابة بكوفيد19 في صفوف العائدين من الجزائر
في فرنسا لم تتقبل الجالية الجزائرية هذه الأخبار خاصة أن الاتحاد الأوروبي أعلن يوم الثلاثاء 30 يونيو عن إعادة فتح حدوده الجوية مع البلاد، ضمن لائحةٍ تضم 15 دولة عبر العالم، و بهذه المناسبة صرح صاحب وكالة للأسفار: “أغلبية كبيرة من الجزائريين يريدون المغادرة هذا الصيف، وهذا دليل على العلاقة الاندماجية بين فرنسا والجزائر لدرجة أن البحر الأبيض المتوسط قد طُمِس تقريبا. “
- سافر بين الجزائر و فرنسا حوالي 4،5 مليون مسافر في عام 2019، و تتم أكثر من ربع هذه الرحلات في فصل الصيف، وهذه الأرقام لا تأخذ في الاعتبار الرحلات البحرية.
بسبب الفيروس التاجي، يُـفضل البعض تجنب زيارة الجزائر قال سعيد وهو أحد المقيمين بفرنسا: “إن هذه الأزمة الصحية تثير الكثير من الأسئلة، ماذا سيحدث إذا مرضنا هناك؟ وماذا لو قررت السلطات إعادة غلق ؟ كيف نغادر البلاد في هذه الحالة؟ ولماذا يغلقون الحدود عندما يكون هناك القليل من القتلى؟ هل يمكننا حقا تصديق الدولة؟ “
بالنسبة للأصغر سنًا يعتبر السفر إلى الجزائر متنفسا لا يعوض، تقول سونيا 11 سنة: “في كل صيف، كنت أقضي شهرين من إجازتي في بجاية، هناك حفلات الزفاف والأجداد وأبناء العم والأعمام والعمات والشاطئ، لدينا الكثير من المرح، لن تشعر بالملل أبدًا”.
هناك تناقض غريب بين الواقع و تصريحات السلطات الجزائرية، ففي الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الجزائرية أن الحدود ستبقى مغلقة، من الممكن العثور على تذاكر عبر الإنترنت للسفر في اتجاه الجزائر.
في جولة صغيرة على مواقع شركة الخطوط الجوية الفرنسية أو الخطوط الجوية الجزائرية وشركة ترانسافيا، ستجد أن هناك برمجة لرحلات إلى بجاية أو الجزائر أو قسنطينة بأسعار منخفضة للمغادرة في نهاية شهر يوليوز، يقول عبدو : ” لا أنصح بذلك إلا بعد إعلان رسمي من الدولة الجزائرية”
أولئك الذين حجزوا لرحلات في نهاية شهر يوليوز، يأملون على وجه الخصوص أن يكونوا قادرين على الاحتفال مع عائلتهم بعيد الأضحى، ضف إلى ذلك فئة من المواطنين الجزائريين الذين تقطعت بهم السبل في فرنسا، منذ بداية أزمة الفيروس التاجي، لكن الوضع مازال معقد.
في 22 يونيو تجمع حوالي مائة شخص أمام السفارة الجزائرية في باريس مطالبين بالعودة إلى الجزائر وهم يعانون من اليأس، والإرهاق الجسدي والنفسي، الذي تفاقم بسبب الوضع المالي الصعب الذي تعانيه هاته الفئة، هناك أشخاص يعانون من أمراض مزمنة لا يستطيعون الحصول على دوائهم وهناك حالات إنسانية أخرى جد مؤلمة.
من بين هاته الفئة التي تريد العودة إلى الجزائر في أقرب وقت ممكن نجد سالم وهو فرنسي جزائري يبلغ من العمر 51 عامًا و يعيش في “ليون”، توفيت والدته مؤخرا في الجزائر بسبب كوفيد19 و لم يتمكن من حضور جنازتها يقول:
“أشاهد كل يوم إذا كانت الحدود ستفتح، لقد فقدت والدي في وقت سابق من هذا العام ودفنت والدتي، بسبب الفيروس في مقبرة أخرى” بمجرد أن يتمكن من السفر إلى الجزائر، سيذهب إلى هناك مع أخواته يقول: “أصلي كل يوم كي تفتح حدود البلاد في أسرع وقت ممكن”