
مع تفشي الجائحة الأمهات المطلقات في فرنسا يتخوفن بشدة من إغلاق المدارس والاضطرار لحضانة الأبناء
لا شك أن إعلان السلطات الصحية الفرنسية عن إغلاق بعض المؤسسات التعليمية بسبب ظهور حالات للإصابة بمرض كوفيد19 ولَّد لدى الأمهات المطلقات أو العزبات شعورا كبيرا بالقلق. لأنهن سيكُنَّ في حالة إغلاق المؤسسات التعليمية، مُجبرات لا محالة على التخلي عن العمل وملازمة البيت لحضانة الأطفال، أو البحث عن جليسة لأطفالهن وهذا مكلِّف جدا من الناحية المادية.
من بين النساء اللواتي عِشن هاته الوضعية، شابة من باريس اسمها “هيلين” تقول وهي غاضبة تماما:
” أمضيت مع طفلي أسبوعين في الحجر الصحي لأن زميله في الفصل تأكدت إصابته بالمرض”، سيعود ابن “هيلين” للمدرسة غدا الاثنين.
لكن “هيلين” تضررت بشدة من هذا الوضع واضطرت للتخلي عن عملها، ورغم ذلك لم تحصل على أية مساعدة من الدولة، تقول وهي جد آسفة: “اتصلت بالبلدية، ووكالة الصحة الإقليمية، والمحافظة، وحتى الرقم المجاني للحكومة، لكن دون جدوى”.
للإشارة فقد وعد وزير التربية الوطنية “جون ميشيل بلونكر” في تصريح له لقناة “أوروبا1” يوم الجمعة الماضي، أن الحكومة ستُطلق برنامجا لمساعدة العائلات المتضررة من إغلاق المدارس في حال تدهورِ الوضع الوبائي واستمرار إغلاق المؤسسات التعليمية.
بحسب أرقام وزارة التعليم الفرنسية، فقد أُغلق بالفعل منذ يوم الجمعة الماضي مائة فصل دراسي، و 22 مؤسسة تعليمية،.
هذا الرقم تم تسجيله بعد أربعة أيام فقط من انطلاق الموسم الدراسي، و في المتوسط ، يتم إطلاق 250 إنذارًا يوميًا بشأن الإصابة المحتملة بالمرض في المدارس والكليات و الثانويات.
هذا الوضع الغير مسبوق فرض على الأمهات وحتى الآباء الذين يعيشون مع أطفالهم بشكل منفرد، فرض عليهم محاولة التوفيق بين ظروف العمل والتعليم في المنزل، وهو وضع مرهق للغاية، حتى بالنسبة للأزواج الذين يعيشون في منزل واحد، فما بالك بالأمهات اللواتي يُعِلْن أبنائهن بشكل منفرد.
“سيلين”، أم لفتاتين تبلغان من العمر 7 و3 سنوات وتعيش بمفردها، عاشت هاته الأم العازبة تجربة مماثلة بعد أن أُصيبت ابنتها الصغرى بوعكة صحية، تقول
“كان علينا التحقق من خلال اختبار PCR أنها ليست كورونا، وخلال هذه الأيام الثلاثة، كان علي البقاء في المنزل” “سيلين” كانت تنتظر أن يتم تعيينها في عمل جديد، وهي قلقة جدا من تكرارا هذا الوضع تقول:” لقد بدأت للتو في تدريب مع إمكانية التعيين … ولكن ماذا سيفكر صاحب العمل إذا تكررت المشكلة؟ “.
في الواقع هناك حالات كثيرة لأمهات يعانين مثل هذا الوضع، خاصة الأمهات العازبات اللواتي عليهن تحمل التبعات المادية والمعنوية لهذا الوضع المتأزم، وغالبيتهن يشعرن بكثير من الضعف والهشاشة الاجتماعية، تقول ” سارة ليبيلي” وهي رئيسة جمعية تُعنى بشؤون الأمهات العازبات “نحن أكثر عزلة من أي وقت مضى”.