الأمن المغربي يحبط أكثر من عشرة آلاف محاولة سرية للهجرة إلى اسبانيا

قالت مصادر من وزارة الداخلية المغربية إن أجهزة الأمن المغربية أجهضت 10 آلاف و311 محاولة غير نظامية للهجرة إلى إسبانيا بين كانون الثاني/ يناير، ونيسان/ أبريل الماضيين.

ومن بين هؤلاء المهاجرين أكثر من 8000 من جنوب الصحراء، والبقية مواطنون مغاربة. وقد شاركت قوات الأمن المختلفة في هذه العمليات؛ المديرية العامة للأمن الوطني، والدرك الملكي، والبحرية الملكية، والقوات المساعدة وهي هيئة شبه عسكرية لها وجود على الساحل.

وقد أدت الاعتقالات إلى تفكيك 50 شبكة تهريب مهاجرين، حسب المصادر، التي ذكرت أن الأمن شارك أيضاً في إنقاذ 1282 شخصاً في أعالي البحار.

وتشير أرقام وزارة الداخلية الإسبانية، التي تضيف إلى الاعتراضات خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الحالي، 6107 وصولاً إلى أراضيها غير قانونية عن طريق البحر، مع وجود اتجاه صعودي واضح على طريق جزر الكناري (حيث يمثل وصول الـ 2475 الوافدين ارتفاعاً نسبة 2000 في المئة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2019)، على النقيض من الانخفاض بنسبة 50 في المئة من وصول المهاجرين إلى شبه الجزيرة الإيبيرية.من جانبها، تقول مصادر «المديرية العامة للأمن الوطني» المغربية إن هناك انقساماً واضحاً بين الطريق نحو الكناري الذي يفضله المهاجرون من جنوب الصحراء والطريق الشمالي الذي يسلكه المغاربة.وعلى طريق جزر الكناري، تغادر السفن ذات السعة الكبيرة، سالكةً شريطاً ساحلياً واسعاً يبدأ في مدينة طانطان جنوب المغرب، وينتهي في الداخلة، في أقصى جنوب الصحراء الغربية؛ ويتم التحكم في العملية برمتها بشكل عام وتنظيمها من قبل شبكات جنوب الصحراء الكبرى.

ويختار المغاربة الذين لديهم شبكاتهم الخاصة، قوارب أصغر وأسرع، ويفضلون عموماً البحر المتوسط أو ساحل المضيق للتوجه إلى جنوب إسبانيا.وعلى الرغم من حقيقة أن الطريق نحو جزر الكناري أطول، وبالتالي الهجرة عبره هي الأكثر صعوبة، إلا أنه يكلف أموالاً أقل لمرشحي الهجرة، (ما بين 5000 و7000 درهم (500-700 دولار) للشخص)، لأن الرحلة أطول وأكثر ومخاطرها أكبر.

الهجرة تنخفض في زمن الوباء.

وقالت مصادر في الشرطة إن وباء الفيروس التاجي وسياسات إغلاق الحدود وتقييد الحركة قللت إلى حد كبير من مغادرة المهاجرين عن طريق البحر والبر (عبر سبتة ومليلية)، على الرغم من عدم توفر بيانات مفصلة وشاملة في فترة الحجر الصحي.وعلى سبيل المثال، بين آذار/ مارس وحزيران/ يونيو، تم اكتشاف محاولة هجرة واحدة فقط من خلال الاحتيال الوثائقي على الحدود التي تم فتحها لعمليات العودة الخاصة، مقارنة بـ630 محاولة تم اكتشافها في الفترة نفسها من عام 2019.ويعيش المغرب في «حالة طوارئ صحية» منذ 20 آذار/ مارس الماضي، وقد تم تمديده في عدة مناسبات حتى 10 حزيران/ يونيو على الأقل، وخفضت القيود الشديدة المفروضة على الحركة من سلسلة الهجرة بأكملها إلى الحد الأدنى، وعلى مستوى نشاط الورش، حيث يتم تصنيع القوارب والمحركات، وكذلك نقل المهاجرين إلى الشواطئ.

وعلى الرغم من كل ذلك، إلا أن أنشطة الهجرة غير النظامية لم تتلاش إلى الحد الأدنى، بحيث شهدت ليلة الثلاثاء الماضي، إجهاض ثلاث محاولات هجرة بالقرب من طنجة؛ واحدة منها في أعالي البحار من قبل البحرية الملكية، وتم اعتقال 38 شخصاً، حسب مصادر الشرطة.

ووفقاً لجميع المؤشرات، ستكون آثار الفيروس التاجي بمثابة عائق واضح لنشاط الهجرة هذا العام، ويظهر ذلك في عدد محاولات الهجرة البالغة 10 آلاف و311 محاولة في أربعة أشهر من هذا العام مقارنة مع 73 ألفاً و973 محاولة أحبطها المغرب في عام 2019 بالكامل، و89 ألفاً في عام 2018.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى